وقد أحببت اليوم أن أشير إلى ذئبين ظلا يفتكان باستقامة المسلم وسموه وكرامته في معظم مراحل التاريخ ، وهذان الذئبان هما: الجهل والجوع .
إن الجهل كان هو السائد في معظم الأوساط الإسلامية بسبب عدم وجود ما يكفي من الأطر لتعليم الناس وبسبب عدم وجود ارتباط واضح بين العلم والرزق ، مما جعل كثيراً من الناس لا يحرصون على طلب العلم .
العلم هو النور الذي يضيء كل جوانب الحياة ، وحين يختفي أو يخفت فإن الذي يملأ الفراغ حينئذ هو الظلام مصطحباً معه الخوف والارتباك والخرافة والأساطير وضيق الأفق ...
أما الجوع فإنه يستخرج أسوأ ما لدى الإنسان : العزلة والضعف والجمود والدناءة وقبول الذل والمهانة والنفاق ...
إن الذي ذكَّرني بهذه المعاني ما رأيته من ثوار مصر الأحرار حيث إن معظمهم متعلمون ومن أبناء الطبقة الوسطى ، أي أنهم نجوا من ضغوطات الحاجة الشديدة ومن لهو المترفين الذي يخافون من أي تغيير، ويُذهبون الكثير من الوقت في تنمية ثرواتهم والاستمتاع بها ! .
إن الجائع يقول : ـ كما قال عبد المطلب ـ : أنا رب إبل وللبيت رب يحميه ، أما الشباب المتعلم والناجح فإنهم يتطلعون إلى حماية البيت ، ينظرون إلى النهوض ببلدهم على أنه مشروع شخصي لكل واحد منهم . هذه الحقيقة لم تصل بعد إلى الحكومات التي سعت إلى تفادي ما حصل في مصر وتونس عن طريق طرح المشروعات وزيادة الرواتب ، وأنا أجزم أن ذلك لن يجدي نفعاً،ولن يسكِّن هائجاً، وهو نوع من الهروب إلى الأمام أوهو تأجيل للإجابة على الأسئلة الأهم، إن الذي يقطع دابر الاحتجاج هو إشاعة العدل وتكافؤ الفرص ومكافحة الفساد وتوسيع مجال المشاركة السياسية... وكلي أمل أن تتضح هذه الحقيقة قبل أن تعم الفوضى والاضطرابات بلاد المسلمين .
أسأل الله أن يُلهمنا رشدنا ، ويُصلح أحوالنا ؛ إنه سميع مجيب .
وإلى أن ألقاكم في رسالة قادمة
أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في 12/13/ 1432هـ
تنبيه : المرجوا عدم نسخ الموضوع بدون ذكر مصدره المرفق بالرابط المباشر للموضوع الأصلي وإسم المدونة وشكرا
4 التعليقات:
ماشاء الله تبارك الله
الدكتور :عبد الكريم
أنا من المتابعين لك ،ورسائلك الأسبوعية ،أما موضوع الأسبوع ،صراحة
أبدعت فيه .حيثُ أن الجهل والجوع ..على المقوله القديمه الجهل والجوع
كافر.
أما بخصوص مصر :ماشاء الله إخواننا المصريين لم ينسوا ،ماعملهو لهم
حسني محمد مبارك ،وحيث يتم تكريمه ،وتم الإعلان عنه في جميع محطات العالم
ومنها قناة العربية وقناة الجزيره.
وأسأل العلي القدير أن يحفظ جميع إخواننا المسلمون من شر الفتن.
الله يعطيك العافيه
يادكتور:عبدالكريم،وظاهرة السرقات منشرة في الدول العربية عامة
والدول الأجنبيه خاصة.
أما إخواننا في تونس ومصر:
منهم الدكتور والمهندس والمعلم وحفظة كتاب الله
ونذكر منهم :الشيخ الشعراوي
والدكتور:مجدي يعقوب حراح القلب (مستشفي مجانا)
والمهندس المهماري:(الدكتور محمد كمال اسماعيل)
لقد استطاع المعماري المبدع المجهول للكثير منا ،ان يحقق التمازج بين الجمال و الروح وان يظهر عز الاسلام
انني وبكل فخر اعتز بان هذا المعماري الذي صمم توسعة الحرمين هو مهندس عربي مسلم
ماشاء الله تبارك الله
الشيخ عبد الكريم ،معروف ولهُ،سلسلةكتب مميزة،
وظاهرة السرقات،لها أسباب ودوافع،ومنها الفقر....
وهذان الذئبان هما: الجهل والجوع .
ماشاء الله. الدكتور ابدع في كلماته ،أما
الجهل :مشكلة فتكه.وتدهور الأمم
أما الجوع :الله يكون في عون العبد ،وحسبي الله ونعم الوكيل.